امسَح دُموعَك إِذْ بَكيتَ ..
وَاعلم بِأنّ الحُبّ وَ الأحبَاب
لاَ يدرُون أيّ وَقتٍ فِيه قَد بكيتَ ..
..
امسَح دُموعكَ وابتَسِم ..
بَدّل طُقوسَ الهَمّ وَ الأحزَان والأَتراحِ،
لِلأفرَاحِ وَاذهَب بَاسماً جَرياً فِي نَواحِي الرّيح ..
...يَوماً سَتشعُر أنّ طَيف الحُزنِ يَذهبُ بِابتسَامة !
وَاعلم بأنّ الغَمّ وَ الأنكَاد
لاَ يدرُونَ أيّ وَقتٍ فِيه قَد جَريتَ !
..
امسَح دُموعَك وانسَ حُبّكَ ..
اسْرِ لَيلاً نَحو قَلبٍ يَستحِقّ عَطفكَ !
يَملأ الدّنياَ ابتِسَامة
يُفرِح الدّنيَا لَديكَ ....
إنّ حُبّكَ صَادقٌ ..
لَو أنّ مَن أحبَبت يَشعُر بِالمُعاناةِ الّتي احتَلّت فُؤادكَ ..
مَاكان يَتركُ فِي رُموشكَ دَمعةً رَقراقةً ..
مَا كان يَترُك دَمعةً تُؤذِي بُؤْبُؤَك !
إِنّ حُبّكَ صَادقٌ ..
إِنّ حُبّه حَارقٌ ..
وَاعلَم بِأنّ الحُبّ وَالأَحبَاب لاَ يدرُونَ أيّ وَقتٍ فِيه قَد سَريت !
..
امسَح دُموعكَ يَا صَديقِي ..
الآنَ بان الحَقّ، هَل يَخفى الصّواب ؟!
مَن تُحبّه بَاع حُبّكَ لِلهوَاءِ وِللسّراب !
ارمِ حُبّه فِي التّراب ..
ارمِ حُبّه فِي التّراب ..
وَاعلَم بِأنّ الرّميَ بِحجَارِ الطّينِ
عَلى جِدار الصّندَلِ المَلعُونِ لَيس يَهدِمُ مَا بَنيتَ !
لَكن يُشوّه مَا بَنيتَ !
لَكنّ يُشوّه صُورةً أنتَ رسمتَ إِطَارها لِلأَبد ..
لاَ يَستَحِقّ الحُبّ
مَن كَان يُؤذِينَا بُكاءً فِي لَيالِينا وَغاب !
..
امسَح دُموعكَ وَابتسِم ..
هَذي الحَياةُ حَقِيرة ..
لاَ تَستحقّ الدّمعَ مِنّا وَالبُكاء !
وَاعلَم بِأنّ الدَمع لاَ يُجدِي مَع الأحبَابِ شَيئاً ..
مَن أحبَبتَ لاَ يَدرِي بِقدرِ كَم تُساوِي دَمعَتك !
وَاعلَم رَعاك اللهُ
أنّ الحُبّ كَالألعَابِ يَلعبُهَا القَدر ..
وَاعلَم رَعاك اللهُ
أنّ الحُبّ يَحتَاج مِن العُشّاقِ طُولاً فِي النّظر ..
إلاّ إِن أبَيت !
فِإن أَبيتَ فَألقِ عَلى الدّنيَا السّلامَ
بَينِي وَبينكَ مَوعداً قُربَ بَابِ المَقبرة !
لاَ نُخلِفه نَحنُ وَلا أنتَ مَكاناً سُوى ...
..
امسَح دُموعكَ وَانتهِي ..
مَا حَاجةُ الخَدّينِ لِلدّمعِ المُرفرِف
مِن قَهرْ ؟!
مَا حَاجةُ الخَدّينِ لِلريّ المُكثّفِ
مِن قَهرْ ؟!
مَا حَاجُة الخَدّين لِلحُزنِ المُولّدِ
مِن قَهرْ ؟!
مَا حَاجةُ الخَدّ البَرِيئِ لِدمعِ عَيناكَ
الّتِي هَطلَت دُرَرْ !
إن كَان مِن تَبكي لهُ لاَ يَحسّ بِمُقلَتيكَ ..
لاَ يَحسّ بِمرفَقيكَ ..
لاَ يَحسّ بِحَجمِ رَعشَةِ البَرد
الّتِي نَتجَت مِن يَديكَ ..!
امسَح دُموعكَ وَانتَهِي ..
يَا أيّهاَ القُلب لاَ تَبكِي حَنِيناً ،
مَن تُحبّ، الآنَ لاَ يَستَحقّ حَنانكَ ..
يَا أيّهَا النّبضُ كَفاك غِناءاً ..
مَن تُحبّ، الآنَ لاَ يَستَحقّ غِناءكَ ..
يَا أيّها القَلبُ
لاَ تَبكِي عَلى الأَطلالِ ..
لاَ تَذرِف حَرارة دَمعِكَ تَارة أُخرَى !
مَن تُحبّ، الآنَ
لاَ يَستَحقّ بُكاءكَ وَعَناءكَ !
..
امسَح دُموعكَ وَانسَها ..
وَانسَ أنّ الحُبّ يَوماً قَد سَرق ..
حُلمَ الحَياةِ مِن يديكَ !
انسَ
أنّ الحُبّ يَوماً أدمَع مُقلَتيكَ ..
انسَ
أنّ الحُبّ يَوماً أرعَش مُقلَتيكَ ..
انسَ
أنّ الحُبّ يَوماً أغرقَ مُقلَتيكَ ..
..
انس
أنّ الحُبّ يَوماً قَد سَرقْ
حُلمَ الحَياة مِن يَديكَ ..
وامسَح دُموعكَ يَا صَديق
وَاعلَم بأنّ قَلبها الآنَ لا َيدرِي مَتى بَكيتْ !
لاَ يدرِي ...
مَتى بكَيتْ !
للشاعر الرائع :مُعاوِية بابطين