أسامة شكيب أحمد .
تاريخ التسجيل : 20/10/2010 عدد المشاركات : 1407 الدولة : الجنس : المزاج :
| موضوع: الـــــطــِّــيــــن ... من أجمل أشعار إيليا ابو ماضي الإثنين يناير 17, 2011 8:48 pm | |
| (( الـــــطــِّــيــــن )) نسي الطين ساعة أنه طين ..مطرود فصال تيها و عربد و كسى الخزّ جسمه فتباهى ، .. و حوى المال كيسه فتمرّد يا أخي لا تمل بوجهك عنّي ، .. ما أنا فحمة و لا أنت فرقد أنت لم تصنع الحرير الذي تلبس .. و اللؤلؤ الذي تتقلّد أنت لا تأكل النضار إذا جعت .. و لا تشرب الجمان المنضّد أنت في البردة الموشّاة مثلي .. في كسائي الرديم تشقى و تسعد لك في عالم النهار أماني ، .. وروءى و الظلام فوقك ممتد و لقلبي كما لقلبك أحلا .. م حسان فإنّه غير جلمد ... أأماني كلّها من تراب .. و أمانيك كلّها من عسجد ؟ و أمانيّ كلّها للتلاشي .. وأمانيك للخلود المؤكّد ؟! لا . فهذي و تلك تأتي .. وتمضي كذويها . و أيّ شيء يؤبد ؟ أيّها المزدهي . إذا مسّك الضرّ .. ألا تشتكي ؟ ألا تتنهد ؟ و إذا راعك الحبيب بهجر .. ودعتك الذكرى ألا تتوحّد ؟ أنت مثلي يبش وجهك للنعمى .. و في حالة المصيبة يكمد أدموعي خلّ و دمعك شهد ؟ .. وبكائي ذلّ و نوحك سؤدد ؟ وابتسامتي السراب لا ريّ فيه ؟ .. و ابتسامتك اللآلي الخرّد ؟ فلك واحد يظلّ كلينا .. حار طرفي به و طرفك أرمد قمر واحد يطلّ علينا .. وعلى الكوخ و البناء الموطّد إن يكن مشرقا لعينيك إنّي .. لا أراه من كوّة الكوخ أسود النجوم الني تراها أراها .. حين تخفي و عندما تتوقّد لست أدنى على غناك إليها .. وأنا مع خصاصتي لست أبعد ... أنت مثلي من الثرى و إليه .. فلماذا ، يا صاحبي ، التيه و الصّد كنت طفلا إذ كنت طفلا و تغدو .. حين أغدو شيخا كبيرا أدرد لست أدري من أين جئت ، و لا ما كنت ، أو ما أكون ، يا صاح ، في غد أفتدري ؟ إذن فخبّر و إلاّ .. فلماذا تظنّ أنّك أوحد ؟ ... ألك القصر دونه الحرس الشا .. كي و من حوله الجدار المشيّد فامنع اللّيل أن يمدّ رواقا .. فوقه ، و الضباب أن يتلبّد وانظر النور كيف يدخل لا .. يطلب أذنا ، فما له ليس يطرد ؟ مرقد واحد نصيبك منه .. أفتدري كم فيك للذرّ مرقد ؟ ذدتني عنه ، و العواصف تعدو .. في طلابي ، و الجوّ أقتم أربد بينما الكلب واجد فيه مأوى .. و طعاما ، و الهرّ كالكلب يرفد فسمعت الحياة تضحك منّي .. أترجى ، و منك تأبى و تجحد ... ألك الروضة الجميلة فيها الماء و الطير و الأزاهر و النّد ؟ فازجر الريح أن تهزّ و تلوي شجر الروض – إنّه يتأوّد و الجم الماء في الغدير و مره لا يصفق إلاّ و أنت بمشهد إنّ طير الأراك ليس يبالي أنت أصغيت أم أنا إن غرّد و الأزاهير ليس تسخر من فقري ، و لا فيك للغنى تتودّد ... ألك النهر ؟ إنّه للنسيم الرطب درب و للعصافير مورد و هو للشهب تستحمّ به في الصيف ليلا كأنّها تتبرّد تدعيه فهل بأمرك يجري في عروق الأشجار أو يتجعّد ؟ كان من قبل أن تجيء ؛ و تمضي و هو باق في الأرض للجزر و المد ... ألك الحقل ؟ هذه النحل تجي الشهد من زهرة و لا تتردّد و أرى للنمال ملكا كبيرا قد بنته بالكدح فيه و بالكد أنت في شرعها دخيل على الحقل و لصّ جنى عليها فأفسد لو ملكت الحقول في الأرض طرّا لم تكن من فراشة الحقل أسعد أجميل ؟ ما أنت أبهى من الور دة ذات الشذى و لا أنت أجود أم عزيز ؟ و للبعوضة من خدّيك قوت و في يديك المهند أم غنيّ ؟ هيهات تختال لولا دودة القز بالحباء المبجد أم قويّ ؟ إذن مر النوم إذ يغشاك و الليل عن جفونك يرتد وامنع الشيب أن يلمّ بفوديك و مر تلبث النضارة في الخد أعليم ؟ فما الخيال الذي يطرق ليلا ؟ في أيّ دنيا يولد ؟ ما الحياة التي تبين و تخفى ؟ ما الزمان الذي يذمّ و يحمد ؟ أيّها الطين لست أنقى و أسمى من تراب تدوس أو تتوسّد سدت أو لم تسد فما أنت إلاّ حيوان مسيّر مستعبد إنّ قصرا سمكته سوف يندكّ ، و ثوبا حبكته سوف ينقد لايكن للخصام قلبك مأوى إنّ قلبي للحبّ أصبح معبد أنا أولى بالحب منك و أحرى من كساء يبلى و مال ينفد
| |
|