أسامة شكيب أحمد .
تاريخ التسجيل : 20/10/2010 عدد المشاركات : 1407 الدولة : الجنس : المزاج :
| موضوع: الشاب والصقر... الأحد نوفمبر 20, 2011 6:32 pm | |
|
الشاب والصقر
يُروى ،، أن شابا كان يسير في الغابة وقد ظل طريق العودة فمشى لمسافات بعيدة واشتد عليه العطش حتى كاد أن يموت عطشا فأخذ يبحث عن قطرة ماء وفجأة وجد جبلين مرتفعين ويسقط من بينهما ماء ، ولكن كان ضعيفا جدا بحيث يسقط قطرة قطرة فقط.. فبحث في أمتعته فوجد كأسا فوضعه بين الجبلين لعله يمتليء ماءً ليشربه وبعد جهد جهيد ومرور وقت طويل امتلأ نصف الكوب.
فأسرع الشاب ليشربه فإذا بصقر ٍ يقترب منه فضرب الكأس بجناحيه فهوى على الأرض وانسكب الماء .اشتد غيظ الشاب وعاد ليكرر المحاولة مرة أخرى وعندما تجمع القليل من الماء أسرع مجددا ليشربه فتحرك الصقر ليسقط الكأس مرة ثانية. غضب الشاب غضبا شديدا وقال في نفسه سأقتل هذا الصقر إن سكب الماء مرة أخرى.
فكرر المحاولة وعندما أراد أن يشرب عاد الصقر مجددا ليسقط الكأس ، فما كان من الشاب إلا أن طعنه بسيفٍ كان ممسكا به في يده الأخرى فسقط الصقر ميتا، وتدحرج الكأس مابين الجبلين فأسرع الشاب ليلتقطه ليعيد المحاولة مرة أخرى ، ولكنه فزع عندما رأى ثعبانا كبيرا محبوسا بين الجبلين وفكه متعلق بينهما وما كان الماء سوى سم الثعبان ينعصر ليتدفق بين الجبلين نقطة نقطة فعلم أن الصقر كان يحاول انقاذه من الخطر.
فندم على فعلته كثيرا في وقت لاينفع فيه الندم !!
من هنا علينا عدم سوء الظن بالآخرين وتفسير أعمالهم بإيجابية حتى لانخسر اصدقاء أوفياء لنا
على هامش القصة:
من أشد الآفات فتكًا بالأفراد والمجتمعات آفة "سوء الظن"؛ ذلك أنها إن تمكنت قضت على روح الألفة، وقطعت أواصر المودة، وولَّدت الشحناء والبغضاء. إن بعض مرضى القلوب لا ينظرون إلى الآخرين إلاَّ من خلال منظار أسود، الأصل عندهم في الناس أنهم مُتهمون، بل مُدانون. ومما لا شك فيه أن هذه الظنون السيئة مخالفة لكتاب الله ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولهدي السلف رضي الله عنهم.
أما الكتاب فقد جاء فيه قول ربنا: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }.
وأما السنة فقد ورد فيها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظنّ؛ فإن الظن أكذبُ الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا".
فإياك أخي والظن، وادع ربك أن يصرف عنك خواطر السوء، سواء في العمل، أو البيت أو الشارع، وإن لم تستطع أن تدفع عن نفسك فلا أقل من السكوت وعدم الكلام بما ظننت لعلك تسلم. فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلاَّ فإني لا أخالك ناجيًا.
وما أحسن ما قال الشاعر: فلا تظنن بربك ظـن ســـوء.. ... ..فإن الله أولى بالجميل ولا تظنن بنفسك قطُّ خيـرًا.. ... ..فكيف بظـالم جانٍ جهولِ وظنَّ بنفسك السوءى تجدها.. ... ..كذلك خيرُهـا كالمستحيل وما بك من تقىً فيها وخـيرٍ.. ... ..فتلك مواهب الربِّ الجليل وليس لها ولا منها ولكـنْ... ... ..من الرحمن فاشكـر للدليـل
همسة:
قال سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمينَ ) صدق الله العظيم ِ
| |
|